كاظم الحجاج
بعد حصول الروائي المميز نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب أثار انتباهي أنه حصل عليها لأجل ثلاثيته الشهيرة: (بين القصرين) و(قصر الشوق) و(السكرية).
ولعله كان خبراً تخمينياً؛ لا سيما ونحن لم نحصل على قرار لجنة نوبل.
وأرى أن روايته المثيرة (أولاد حارتنا) هي الأكثر استحقاقاً -بمقاييس نوبل نفسها-من الثلاثية على ثرائها. لأن ميزة (أولاد حارتنا)؛ هي ندرة وشجاعة موضوعها الفنيّ الجريء.
فأولاد حارتنا هي-ببساطة-قصة خليقة مصريّة نادرة وجريئة من خلال رمزيّة اسماء شخوصها-الواضحة تقريباً: (الجبلاوي) هو الخالق؛ من رمزية اسمه (الجبل)-العالي؛ وكذلك هو صاحب (الجبلُة)؛ الخليقة. ثم شخصية (إدريس-ابليس)؛ الذي عصى الجبلاوي حين امره بإطاعة اخيه الاصغر(أدهم-آدم)-ابن الجارية!
ويأتي-بعد أدهم- النبي (جبل-موسى) وبعده (رفاعة)-الذي صُلب فرفعه اليه (المسيح)! وبعد المسيح يأتي النبي الثالث (قاسم-مع كنايته (ابو القاسم) محمد مع ابن عمه (حسن)-ابو الحسن-علي.
حتى يصل بنا محفوظ الى(نبيُه)-المثير للجدل-من خلال اسمه-(عرَفة)-العِلم والمعرفة–الذي تسير الرواية الهائلة بعرفة-العِلم الى أن يتسلل الى حجرة نوم الجبلاوي-الخالق-فيقتله!
هل أراد محفوظ حقاً أن يقول في فحوى روايته الخطيرة: أن العلم والمعرفة قد قتلا.. الرب؟؟!!
وهل هذا الفهم للرواية وخاتمتها هو الذي أدى إلى محاولة اغتيال نجيب محفوظ -صاحب نوبل- من قبل شخص(اسلامي).. اعترف أنه لم يقرأ (أولاد حارتنا).