(استرجاع): نقل الأسماء

كاظم الحجاج

في المسير اللغوي الطويل قد نضطر الرجوع إلى أسماء عتيقة وذوات معاني متباعدة لكي نسقطها على مسمُى جديد لا صلة له بمفردات لغتنا الأصلية؛ لأنه قادم إلينا من لغة أخرى.

ويكثر هذا في أسماء بعض المخترعات الجديدة التي تأخذنا إلى ذاكرة التقابل الصوتي؛ أو المعنوي ما بين المسمى الجديد والاسم الأقدم -ولهذا فقد عدنا مثلاً الى كلمات وأسماء قديمة في قاموسنا؛ من مثل (سيّارة) القديمة التي كانت تعني(القافلة)-بلغة أجدادنا؛ وكلمة (قطار) التي كانت تعني الإبل التي كانت تسير واحدة وراء الأخرى؛ فاطلقنا هاتين الكلمتين القديمتين على واسطتي النقل الجديدتين: السيّارة والقطار..

تماما كما عاد الانكليز الى كلمة (هورن)-قرن الثور-فأطلقوها على صوت السيّارة؛ حيث كانوا يستعملون قرن الثور المثقوب بوقاً في حروبهم القديمة..

ومن طرائف حكايات نقل الأسماء القديمة أن بعثة استكشافية بريطانية زارت استراليا قبل استعمارها؛ فرأى أفراد البعثة حيواناً غريب الملامح تملك أنثاه كيساً في بطنها لتضع بداخله وليدها حين تركض هاربة من خطر؛ أو لأجل الانتقال الى مكان أكثر أمناً؛ لأن الصغار لا يقدرون اللحاق بقفزات أمهم فسأل المستكشفون السكّان الأصليين عن اسم هذا الحيوان الغريب فأجابهم الأهالي: (كانغارو)؛ فسجلوا الاسم عندهم

بعد سنين عرفوا أن (كا. نغا. رو) بلغة الأهالي تعني: (من أنتم وماذا تريدون)؟؟ وليس اسم (الكنغر)؛ الذي لا أحد يعرف اسمه الحقيقي.. إلى الآن!!

وينقل الوهم والتوهُم الكثير من الأسماء والمسميات-بسبب التعجل أو سوء التلقي أو التحريف.. ففي اللغة المصرية مثلاً نقرأ اسم(ترسانة)؛ حتى أخذناه عنهم الى (ترسانة سلاح)؛ في حين أن الاسم هو نطق انكليزي خاطئ للاسم التركي (دار سنا)-(دار الصنايع)-على أيام الخديوي الأخير!!

ولحد اليوم ينطق العراقيون شتيمة (هتلي)؛ التي هي شتيمة انكليزية-أصلاً وفصلاً-تقال للشخص الذي لا بيت له فيعيش في غرفة مستأجرة بفندق.. (هوتيليان)-الفندقي-

مواضيع ذات صلة

غاليري حامد سعيد.. علي وجيه يوقع كتابه الفني – الشعري “طمس الطرس وحك صدأ النفس”

السيطرة بالتمام على حريق الرميلة بدون وفيات.. ونفط البصرة توضح التفاصيل

البصرة تترقب الحدث الأهم.. أول مسجد للمسلمين خارج مكة والمدينة سيتحول لأيقونة معمارية

الصدر يطالب بإطلاق سراح “معتقلي المقاومة”: الأبرياء منهم فقط

الصدر يطالب بإطلاق سراح “معتقلي المقاومة”: الأبرياء منهم فقط

خلال زيارته الأولى لها.. ممثل يونامي “يتغنّى” بالبصرة: من حق أهلها أن يفتخروا بها