(استرجاع): هذه المفردات؟!

كاظم الحجاج

ما زلنا؛ في كلامنا اليومي؛ وفي كتاباتنا الصحفية السريعة نقول: «قامت البلدية بـ(تعبيد) الطريق الفلاني–».

والتعبيد-بالمصطلح العراقيّ هو الاكساء بمادة القار (القير) وهو؛ رسمياً؛ الاسفلت-وشعبياً (الزفت) الأسود؛ صريح السواد.. الذي يوصلنا من دون أن نتعمد الى (لون العبودية)؛ السواد-.

على الرغم من أن التعبير الديني اللاحق الذي خفّف-مشكوراً-سوءة العبودية الى مقبوليتها. مع (العبودية لله سبحانه)! .. حيث كل كائن هو عبد (شاء أم أبى)!

*

ويبدع الشعبيون العراقيون-كعادتهم-في ابتكاراتهم الصوتية بعد قلب القار الى قير ثم الى جير في عبارة الاحتجاج العراقية الشهيرة: «شعندي: جير؟ بسامير؟»..

*

في زيارتي الأولى إلى اسطنبول؛ في السبعينات؛ دخلت الى مكتبة في شارع الاستقلال (استقلال جادة سي)؛ وقرأت اسم رواية لمكسيم جوركي بحروف اتاتوركsersri leri; التي هي رواية (الساقطون) (السرسرية)..

*

والمصريون الأكثر تحايلاً على المفردات الشعبية حيث يطلقون على الباقلاء لفظة (الفول)-اخذوها عن الانكليز الخبثاء الذين، ربطوا كثرة أكل الفول بالغباء foolesh; وأخذها منهم المصريون ببراءة معتقدين أنها تقابل البقول عند الانكليز؛ حتى اطلقوا على الفستق المشوي (فول سوداني)! لأن السودانيين اشتهروا بشواء البقول عندنا في عراق السبعينات فاسميناه نحن-ببراءة-(فستق عبيد)!!

*

وكلمة (ورشة): اخذناها نحن عن المصريين؛ الذين اخذوها بدورهم عنwark shop الانكليزية! وأخيراً: فإن استعارة المفردات عن آخرين هي إغناء غير مكلف للغة اليومية الشعبية، وغير معيب، بل هو طريف، حاله حال سوء الظن البريء!!

مواضيع ذات صلة

عن الأشياء التي تتهدم من حولنا 

الأردن تثمّن حملة الترحيب البصرية بالنشامى على أرض جذع النخلة

(استرجاع): إسرائيل وتابعها امريكا

رسالةٌ في الاشمئزاز

ثلاث عشرة ألف فرحة

ضرغام المالكي: وكيل وزارة يتقاضى 121 مليون دينار شهرياً