(استرجاع): الشيوعيون والشيعة في كلية الشريعة

ما أعادني الى كتابة هذه المقالة – بتصرف – هو أنني أغفلت؛ في كتابتها الأولى؛ قبل حوالي العشرين عاما؛ كوني قد أغفلت أسماء بعض زملائي في تلك الكلية: الراحل معد الجبوري، حاتم الصكر، موفق محمد، صباح ياسين – سفيرنا الاسبق في الأردن، وسبب انتماء أغلبنا الى تلك الكلية(الدينية-العلمانية)! هو أنها السنة الأولى التي أُلحقت بجامعة بغداد؛ بعدما كانت أهلية.

وربما لأن بعضنا قد نجح في الدور الثاني، أنا مثلا.. أو لأن درجات نجاحنا ما كانت بمستوى كليتي التربية أو الآداب مثلا، ولقد بقيت بناية الشريعة في مكانها نفسه بالأعظمية ملاصقة لجامع أبي حنيفة النعمان الذي لقبه(العراقي)!-

ولقد كان ذلك في العام الدراسي1964، وما جذبنا إلى تلك الكلية هو أن منهاجها الدراسي هو منهاج كلية الآداب مع زيادة الفقه والحديث والتفسير.

وكانت الدراسة ببغداد المزدهرة زمانذاك هي حلم الجميع من أبناء أرياف ومدن العراق الأخرى.

كان أغلب الطلبة؛ من عراقيين وأتراك وأندنوسيين؛ قد أتوا بإرادتهم إلى الشريعة لأسباب دينية عقائدية؛ فكانت الهيمنة لهذا السبب (للإخوان). غير أن هؤلاء صاروا مضطرين لقبول طلبة (آخرين) من قوميين وبعثيين وشيوعيين حتى!!؛ لأن ذلك الزمن كان (زمن جيفارا)!؛ رغما عن أمريكا نفسها.

وما لفت أنظارنا في أيام الدراسة الاولى هو أن زميلاتنا من محافظات الوسط والجنوب كن يرتدين عباءاتهن في الطريق إلى الكلية ويخلعنها عندالباب قبل الدخول! لأنهن داخلات الى بيتهن.

وفي داخل بناية الشريعة كلها هناك زميلة حسناء هي فقط التي تغطي شعرها بربطة حرير، والباقيات سافرات.. إنني اتذكر كلية الشريعة بامتنان كونها منحتني الجرأة على القاء شعري أمام جمهور كبير دون أن أرتجف! وأنها جعلتني أفوز بجائزة الشعر الاولى؛ لاسيما ولجنة التحكيم كانت:(عاتكة الخزرجي، شفيق الكمالي، شاذل طاقة، والجمهور).

(اخوان، قوميون، بعثيون، شيوعيون، مستقلون).. كما كان العراق زمانذاك.

كاظم الحجاج

مواضيع ذات صلة

رسالةٌ في الاشمئزاز

ثلاث عشرة ألف فرحة

معجزة الأصفرين

آخرُ الرفضة

تعالوا نعيش الحياة

أمنيات ليست إلّا