لم تصمد فكرة تحويل قضاء الزبير لأكثر من ٢٤ ساعة، حتى اصطدمت برفض شعبي في الشارع البصري، يقابل آخر سياسي، حين أعلنت كتلة الصادقون، براءتها من تصريح العضو فيها، رفيق الصالحي، الذي تقدّم بالمقترح.
مدوّنون سخروا من تبخّر الفكرة سريعاً، وقالوا: “الستوري على مواقع التواصل الاجتماعي، يطوّل أكثر من الفكرة التي حاولت أن تقطّع البصرة، وتدفع بها إلى التقسيم”.
بدوره، قال رئيس كتلة الصادقون النيابية، حبيب الحلاوي، في تغريدة تابعتها “مرفأ”، إن “ما طرحه النائب رفيق الصالحي بشأن تحويل قضاء الزبير إلى محافظة، هو رأيه الشخصي، ولا يعبر عن موقف كتلة الصادقون النيابية”.
وأضاف: “نؤكد أن أي تعديل إداري يجب أن يكون مبنيا على دراسة وافية تخدم المصلحة العامة”.
المطلب الذي يهدف إلى تقطيع أوتار البصرة، أشعل غضباً في الشارع البصري، وقال عنه المحافظ أسعد العيداني، إن “البصرة ستصبح ٦ محافظات، إذا طالب كل قضاء بالتحول إلى محافظة”.
وفي وقت سابق، وافق رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، على الطلب المقدم من النائب رفيق الصالحي بعد جمعه تواقيع، لتحويل قضاء الزبير إلى محافظة.
وأظهرت وثيقة، موافقة المشهداني على الطلب الموقع من قبل 80 نائباً، لتحويل الزبير إلى محافظة أسوة بحلبجة، وكون أن عدد سكان القضاء تجاوز مليون و400 نسمة، ولوجود موارد نفطية وزراعية ومنافذ حدودية، وموانئ وشركات صناعية، وكبر مساحته، والموقع الجغرافي الذي يتميّز به الزبير.
بعد ذلك، قال النائب عن كتلة تصميم غسان العيداني، إن “رفع مستوى الأقضية والنواحي هو من اختصاص مجلس المحافظة، وليس مجلس النواب الذي لم يصوت ولم يدرج الموضوع ضمن جدول أعماله”، مبينًا أنه “حتى في حال عرضه للتصويت داخل مجلس النواب، فإنه سيكون مجرد توصيات وليس قرارًا بتحويل الزبير إلى محافظة”.
وبين أن “أي تغيير إداري يجب أن يتم وفقًا للإجراءات الرسمية من خلال مجلس المحافظة والجهات المختصة”.
الغضب والتحذير الشعبي، امتدّ ليعبّر شيوخ ووجهاء في البصرة، عن رفضهم للمقترح، ووصفوا ما يحدث أنه “مؤامرة كبرى”، وفق ما قال شيخ قبيلة بني تميم في البصرة، مزاحم التميمي.
وكتب التميمي منشوراً تابعته “مرفأ”: “جريـ..ــمة كبرى على وشك أن تقع، هي مؤامرة كبرى ضد البصرة.. تقسيم البصرة وتقطيعها جريـ..ــمة لا تغتفر. ينبغي الوقوف ضدها ومنع ترويج أمثالها”.
وأضاف متسائلاً: “مجلس وحدة وطنية أم مجلس تجزئة وتقطيع وتقسيم؟؟؟!!!”، قبل أن يختتم المنشور بكلمة: “تبّاً”.
وعلّقت إيمان المالكي، رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البصرة، على الدعوات الأخيرة التي طالبت بتحويل قضاء الزبير إلى محافظة، مؤكدةً على وحدة المدينة وعدم المساس بهويتها.
وقالت المالكي في منشور عبر منصاتها: “البصــرةُ ليستْ إلا لأهلِــها. هل انتقص شــيءٌ من البصرة التي أعرفُها؟ هل انطفأ قنديل من قناديلها؟”، مشددةً على أن “البصرة والحضارة والفكر والإبداع تمثل وحدة مسار لا يمكن تفكيكها، محذرةً من أن “غياب الوعي وهدم الحضارة وتفكيك المجتمع وحدة مسار أيضًا”.
وتتواصل ردود الفعل الغاضبة بشأن فكرة تحويل الزبير إلى محافظة، ما يعني تقسيم عاصمة العراق الاقتصادية، وتحويلها إلى مناطق صغيرة، الأمر الذي لم يقبل به البصريون.
