(استرجاع): عن المدينة-القارّة!!

كاظم الحجاج

إذا كانت اعمار البلاد فخراً لها ودليلاً على عراقتها؛ فعمر البصرة-في الإسلام فقط-يزيد على عمر أمريكا ثلاث مرات.. وأكثر!!

وإذا كان تمصير البصرة-مع مطلع الإسلام-تشريفاً لها؛ فعليك أن تضيف الى عمرها-قبل الإسلام- أكثر من سبعمئة عام أخرى هي عمر (الأبلُة)-التي يقال أنها اخذت اسمها من اسم (ابلوكو)-قائد الإسكندر المقدوني (331 قبل الميلاد).. الذي هزم الفرس..

أو هي (هوبلاكا) النبطيّة.. و(هوبلت)-في لغة الفرس-حتى عربتها العرب إلى (الأبلُة)..

فإذا كان عمرها-منذ الإسلام 1366 عاماً؛ فعمرها الكلُي 2366 عاماً؛ وهو عمر أمريكا خمس مرات.. أو أكثر!!

فإذا كان عمر البصرة مشكلة المؤرخين الأولى؛ فاسمها هو مشكلتهم الأكبر؛ من مقياس الدقة العلميّة؛ لأن البصرة-في لغة العرب- هي الحجارة الصلبة!! أو (الهشّة)!!-لاحظ عدم الدقة!!

وهي(بصرياثا)-في لغة الآراميين؛ كما الكوفة (كوثا) الآرامية-بحسب رواية منسوبة إلى الإمام علي؛ حين سئل عن أصل قريش؛ فأجاب؛ (نحن أنباط من كوثا).

كما هي(كرب ايل)-كربلاء القديمة: (خربة الرب؛ أو قرية الرب)..

وإذا أنت انتهيت من ماضي البصرة إلى حاضرها؛ فلسوف ترى حقاً أنها (قارُة)؛ لا محض مدينة؛ من خلال عدد أدبائها-منذ جاحظها-الى يومها هذا.

وإذا أنت احصيت فنانيها: من رسامين، ونحاتين، وخطّاطين، ممثلي مسرحيين، وسينمائيين.. وإذا أنت رجعت فأحصيت عظماء عصر جاحظها وتميمييها: الفرزدق وجرير.

وإذا ذكرت مربدهما الذي ألغي “عكاظ” البداوة؛ وإذا احصيت ظرفاءها-منذ الجاحظ حتى.. محمود عبد الوهاب.. فسوف تنحني لتلك (القارّة) التي تواضعت فرضيت بأن تسمى: مدينة فقط!!