اتّصلت منصة “مرفأ”، بالمؤرخ التاريخي البصري مشتاق عيدان، الذي حرّر مذكّرات شيخ عام عشائر الإمارة، الراحل رشاش جياد داغر، التي حملت اسم “خنادق ذاكرة”، ليفصّل حياة الإمارة الذي توفي اليوم الإثنين.
وقال عيدان عبر “مرفأ”، إن الراحل الإمارة “من مواليد قضاء المدينة عام ١٩٣٧، وينحدر من عائلة فلاحية تسكن بمنطقة قرب الأهوار لكنه شق طريقه بالدراسة، ودخل الكلية العسكرية في بداية العصر الجمهوري، وكان شاهد عيان على بروز الجيش في العملية السياسية وسيطرتهم على الحكم من ١٩٥٨ السنة والعهود التالية”.
وأوضح، أن الإمارة “شارك في كل المعارك، من حرب الشمال في الستينيات، إلى حرب ٧٣ مع الكيان الصهيوني وذهب إلى الأردن ليشارك بالحرب”.
وأشار إلى أن الراحل “كان دوره البارز الأكثر في الحرب العراقية الإيرانية بعد أن صار قائد فرقة عسكرية، ووصلت رتبته إلى لواء ركن، وكان معروفا في حرب الشمال، وأحد الأشخاص الذين كبحوا جماح صدام حسين لاسترجاع الفاو وعندما التقى به، تكلم معه بكل وضوح بأن الجيش غير مُهيأ للدخول بسبب قضايا جغرافية المنطقة، وصدام أوقف الهجوم”.
ولفت إلى أن رشاش “كان صديق عدنان خير الله، وبعد وفاته أحالوه على التقاعد”، موضحاً أن الراحل “شارك في الانتفاضة الشعبانية، لأنه شخصية عشائرية، والتفت حول مضيفه كل العشائر منادين: القائد رشاش نريده”.
وأضاف: “بعد قمع الانتفاضة تم اعتقاله، ورد له الاعتبار من خلال زيارة صدام كامل إلى مضيفه، وبعد ذلك مارس التجارة والزراعة وكانت له أرض كبيرة في الدبوني”.
ويكمل المؤرخ حديثه: “بعد سقوط النظام، رفض رشاش تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية، تحت أمرة البريطانيين، وبعدها صار مستشارا في وزارة الدفاع، وشكل منظمات إنسانية”، مبيناً أن “كل الرؤساء زاروا الإمارة حتى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في زيارته الأخيرة للبصرة”.
ويؤكد أن “ولاءه للوطن فوق كل الميول، وتعامل مع كل الفترات بما تقتضيه المصلحة الوطنية، وهو شيخ عشيرة يمتاز بمكانة عشائرية متميزة بين عشائر العراق، وله دور فاعل في وأد الفتن العشائرية في جميع محافظات الفرات الأوسط والجنوب، كما له علاقات راسخة مع كل العشائر العراقية من الشمال إلى الجنوب، وهو كريم جدا وكرمه فائق الحد، وفاتح مضيفه لكل الناس ولا يفرّق ويعتبر الضيوف نسيجا واحدا”.