عاصر الرؤساء ورفض مساعدة الأمريكان.. مَن هو رشاش الإمارة؟

توفي اليوم الإثنين، شيخ عام عشائر الإمارة، رشاش جياد داغر، الذي كان قائداً في الجيش العراقي السابق، وتسنم مواقع مهمة، ومن أبرز الوجوه العشائرية خلال العقود الأربعة الأخيرة، وكان مرشحا لعضوية مجلس الحكم إلا أنه رفض.

الراحل الشيخ رشاش، له مذكرات مهمة، جاءت في كتاب “خنادق الذاكرة”، والتي لم تتم لولا الدكتور مشتاق عيدان عبيد، والدكتور حسام طعمة ناصر، المنحدران من قضاء المدينة، شمالي البصرة.

يقول الراحل الإمارة، إن الدكتورين المذكورين، شجعاه على إصدار الكتاب الذي تضمّن سيرته الشخصية والعسكرية، وتكمن أهميته الكتاب كونها جاءت بمنزلة ذاكرة رجعية لرصد واقع العمل العسكري في العراق في فترة ما بعد العام 1958، انطلاقاً من تجربته العسكرية والاجتماعية بعد تحويل ذاكرته الخفية إلى علنية، بحسب ما جاء في غلاف الكتاب.

لم يكن يرغب الإمارة بكتابة مذكراته، وحاول أن يبقيها في ذاكرته دون أن يظهرها للعلن، حسب ما رواه في لقاء متلفز، وأشار إلى أنها لا تمثّل كافة حياته العسكرية، لكنها كانت واقعية ولم يزعل عليها أي أحد.

رشاش وصدام حسين

قابل الراحل رشاش الإمارة، صدام حسين الذي كان رئيساً للنظام الدكتاتوري السابق، وقدم له نصائح تخص معركة تحرير الفاو من الإيرانيين.

ينقل المؤرخون عن الإمارة، بأنه “تحدث أمام صدام حسين وقال له، إن الفاو ستحرق الجيش وتنهيه، ولحظتها، فتح صدام عينيه، مندهشاً من كلامه”، مشيرين إلى أن هذا الأمر يعني أن “الضباط الآخرين لم يتكلموا لصدام عن كل الوقائع التي تخص الفاو”، باستثناء الإمارة.

تم احتلال الفاو من قبل الإيرانيين آنذاك في شباط ١٩٨٦، ولحظتها، قال الرئيس الإيراني آنذاك هاشمي رفسنجاني، إنه “سيهنئ صدام إذا استعاد الفاو”، ويقول المؤرخون، إن “هذه القضية استفزت صدام، وبدأ بدفع الألوية نحو الفاو، لكنها تُباد”، وهو الأمر الذي حذّر منه رشاش الإمارة.

وينقل المؤرخون عن الإمارة قوله، إن “الأرض كانت غير صالحة في الحرب، والإيرانيين أغرقوها بالمياه، مساحة ١٢ كم، ومن كلامي اقتنع صدام بإيقاف الهجوم، إلا أن تم وضع خطة محكمة”.

القائد رشاش نريده

اعتُقِلَ الإمارة في الانتفاضة الشعبانية، ويروي تفاصيل الحادثة: “كنا في المضيف، وجاء المنتفضون يرددون الأهازيج، ودخل أحدهم وردد الأهزوجة: “القائد رشاش نريده”.

يكمل الإمارة: “قلنا للمنتفضين إن صدام في بغداد، ونحن هنا، ولحظتها قال لهم ابن عمي اللواء ثامر الإمارة، إن (صدام جاء بالدبابة ولم يخرج إلا بالدبابة).. وهذه العبارة تحورت وصارت على لسان اللواء ثامر حمد الإمارة: “صدام جاء بالدبابة، وآني راح اطلعه بالدبابة”.

ويشير الراحل الإمارة إلى “اعتقال عدد كبير من الناس من ضمنهم اللواء ثامر، وفي اليوم الثاني، جاء ٨ من التكارتة استخباريين إلى المضيف، وطلبوا الفطور، وبعد شربهم الشاي، وقالوا نريد اللواء رشاش”.

ويكمل: “حضّرت حقيبة صغيرة، وفيها أدواتي حتى لمن يطلبوني أصعد معهم باحتياجاتي.. والسائق أصر على أن أكون بجانبه
والسائق قال، إن كاظم الريسان شيخ عشيرة حجام، الذي اشترك بالانتفاضة، وصل إلى الشعيبة.. وأنا ابن اخت كاظم الريسان، وقال إن السلطات في بغداد حادين سنونهم عليك”.

ويروي: “اعتقلوني رغم تاريخي الطويل في الجيش، وحملي الأنواط.. ولحظة الاعتقال، كان أبناء العشيرة مسلحين والذي يقود جماعة الاستخبارات عبد الرحمن الدوري الذين جاؤوا إلى المضيف.. وقال أي حركة تصدر، سأحرق المضيف.. ورفضت كلامه وقلت له لا أحد يستطيع أن يحرق هذا المضيف”.

وفي الرضوانية، حقق مع الإمارة صدام كامل، حتى جاء الأمر من صدام حسين بالإفراج عن رشاش الإمارة.

رشاش جياد بقي خارج الجيش في دائرة الاتهام، ولم تنفعه رتبه وأنواطه التي حصل عليها وصولا إلى العام ٢٠٠٣، حسب ما يروي المؤرخون.

وفي هذا العام، وصل الأمريكان إلى الرميلة، يبحثون عن رشاش، وطلبوا منه “أن يتعاون معهم”، لكنه رفض وقال بوجههم: “أنتم من دمر العراق، ولم تريدوا أن تحرروننا من صدام”.

مواضيع ذات صلة

(استرجاع): هذه المفردات؟!

صورة خامنئي ثم “الوحدة مؤلمة”.. شايع يعتذر عن التواصل بالرسائل بسبب “الحالة الصحية”

السعد: نسعى لجعل مقاطعة نهر الباشا النواة لإنشاء القرنة الجديدة

أبو تراب التميمي: لا أحد أفضل من “الشيخ” أسعد العيداني بما فيهم عدي عوّاد

العمالة العراقية في الشركات الأجنبية تستغيث

بعد موافقته على مشروع بالحيانية.. سند يشكر العيداني: لم يهمل خدمات مناطقنا